29‏/06‏/2012

حشود عسكرية تركية على الحدود السورية وتأهب إسرائيلي استعداداً لأسوأ الاحتمالات


طبقت تركيا, أمس, "تغيير قواعد الاشتباك" الذي أعلنه رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان قبل يومين, بإرسالها حشوداً عسكرية وبطاريات صواريخ إلى الحدود مع سورية, في موازاة تأهب اسرائيلي على الجانب الآخر من الحدود "استعداداً لأسوأ الاحتمالات". (راجع ص 24 و25)
وذكرت وسائل الإعلام التركية أن القوات التي تقدمت نحو الحدود مكونة من قوافل من الشاحنات التي تنقل الدبابات, إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي ورادارات ومعدات اتصال.
واوضحت أن قرابة 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ تمركزت على الحدود مع سورية بعد وصولها من محافظة هاتاي, فيما اظهرت صور تلفزيونية مدرعة "ام 113" مجهزة بقاذفة صواريخ قادرة على إطلاق ثمانية صواريخ ارض - جو من طراز "ستينغر" تجرها آلية اخرى.
من جهته, ذكر مسؤول تركي أن انتشار القوات يعتبر بمثابة إقامة "ممر أمني" بحكم الأمر الواقع على الاراضي التركية, ويعد ترجمة لما أعلنه أردوغان الثلاثاء الماضي.
ويأتي هذا الانتشار اثر اسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية تركية من طراز "اف-4 فانتوم" فوق شرق المتوسط الجمعة الماضي, في ما اعتبره أردوغان "اعتداء جبانا", معلناً "تغير قواعد الاشتباك" العسكري حيال سورية, مايعني أن "كل عنصر عسكري يشكل تهديداً أمنياً وافداً من سورية على الحدود التركية" سيعتبر هدفاً عسكرياً.
في موازاة ذلك, أعلن قائد الفرقة المدرعة رقم 36 في هضبة الجولان العميد في الجيش الاسرائيلي تامير هيمان أن القوات الإسرائيلية المرابطة على امتداد الحدود السورية تستعد لمواجهة أسوأ الاحتمالات, معرباً عن قلقه من أن يؤدي فقدان سيطرة النظام السوري على الأوضاع إلى "تسلل عناصر الجهاد العالمي إلى منطقة حوران الحدودية على غرار ما يحدث في شبه جزيرة سيناء" المصرية.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتدعيم العائق البري على الحدود مع سورية وتعزيز التدابير الأمنية في المنطقة.
سياسياً, بددت روسيا, أمس, آمال التوصل الى اتفاق لحل الأزمة السورية في اجتماع جنيف غداً, بإصرارها على رفض أي حل مفروض من الخارج, وذلك غداة عرض موفد الامم المتحدة كوفي انان خطة تدعو الى تشكيل حكومة انتقالية في سورية تضم موالين للنظام ومعارضين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "ان روسيا لا يمكن ان تدعم ولن تدعم أي وصفة مفروضة من الخارج", مشيراً إلى أن الأمر يتعلق ب¯"تشجيع الحوار (بين السوريين) وليس اصدار احكام مسبقة على نتائجه".
وأكد أن مصير الرئيس بشار الاسد "يجب ان يقرره الشعب السوري في اطار حوار سوري", وانه "لا يجب ان يملي الفاعلون من الخارج وصفاتهم على السوريين بل يجب ان يمارسوا نفوذهم على كل الاطراف كي تضع حداً لأعمال العنف".
من جهتها, سارعت المعارضة السورية, ممثلة ب¯"المجلس الوطني", إلى إعلان رفض "أي حوار او شراكة" مع نظام الأسد, واي "خطة تجدد شرعية" هذا النظام, مشيرة إلى أنها تقبل التفاوض فقط "مع من لم تلوث ايديهم بدماء الشعب السوري من اجل ضمان انتقال سلمي للسلطة الى الشعب".
بدورها, انتقدت جماعة "الاخوان المسلمين" السوريين مبادرة أنان ووصفتها بأنها "عبثية", معتبرة ان اي "حكومة وحدة وطنية" ما هي إلا "انخراط في لعبة النظام".
على الأرض, استمر العنف على أشده حاصداً ما لايقل عن 91 قتيلاً, أمس, غداة مقتل 150 شخصاً, في موازاة تمدد رقعة الاشتباكات بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين الى مناطق داخل العاصمة, التي وقع فيها انفجاران بمرآب القصر العدلي في منطقة المرجة.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق