28‏/04‏/2012

البنتاغون يقوم بإصلاح استخباراته

البنتاغون يقوم بإصلاح استخباراته

قررت وزارة الدفاع الأمريكية إنشاء هيئة جديدة تابعة لها تكون عبارة عن خدمة دفاعية سرية من شأنها أن تهتم بجميع المعطيات عن إيران والصين لكونهما مصدرا لأخطار محتملة. ويتوقع أن تصبح الهيئة الجديدة للبنتاغون جزءا من جهاز الاستخبارات العسكرية القائم وأن توسع لحد كبير إمكانياته فيما يخص توغلا عميقا في أراضي العدو.
ومن المقرر أن ينتقل إلى الهيئة الجديدة نحو 15 بالمئة من ملاك الجهاز الاستخباراتي العسكري الأمريكي – أو بالأحرى مئات من عناصره الحاليين الذين سيعملون بالتعاون الوثيق مع زملائهم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه). وجدير بالذكر أنه تم فعلا تمهيد التربة لنشاط الخدمة الدفاعية السرية فيما يتعلق بجمع المعلومات المطلوبة لأن الأشخاص الذين أصبحوا حاليا موظفين فيها تمكنوا من الحصول على بعض البيانات الخاصة بالإرهاب وصنع السلاح الصاروخي النووي في عدد من الدول التي كانوا يعملون فيها تحت ستار الصفة الدبلوماسية.
ويعتقد إيغور كوروتشينكو رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني إن إصلاح نظام المخابرات العسكرية الأمريكية يعود سببه قبل كل شيء إلى أن مستوى نشاطها لا يرضي البنتاغون. فقال: إنه تبين أن الاستخبارات العسكرية الأمريكية عاجزة عن إمداد قيادة البلاد السياسية العسكرية بمعلومات كانت تحتاج إليها لكي تقدر بشكل صائب وموضوعي سير الاستعدادات العسكرية لهذه الدولة أو تلك. وعلى سبيل المثال يحصل الأمريكان على أكبر جزء من المعلومات تتعلق بالملف النووي الإيراني بواسطة الأقمار الصناعية. لكنها غير كافية للقيام باستنتاجات صحيحة حول سير تنفيذ أهم برامج طهران الصاروخية النووية.
ويرى الصحفي الروسي أن مشروع إقامة الخدمة الدفاعية السرية لا يشهد أبدا بتصميم واشنطن على حل المشكلة الإيرانية باستخدام القوة العسكرية.
أما ما يخص الصين فتعتبرها أمريكا اليوم من أكبر خصومها، كما يعتقد إيغور كوروتشينكو الذي قال ما يلي:
يدل نمو جبروت جيش الصين وأسطولها البحري على أن بكين أخذت تستفيد من إنجازاتها الاقتصادية والمالية لترجمتها إلى حلول عسكرية تقنية وعسكرية سياسية، مما يفرض ضرورة متابعة تطور قدرة الصين العسكرية باهتمام كبير.
على صعيد آخر يعتقد الخبير الروسي رومان روماتشوف أن نشاط الهيئة الجديدة الجاري إنشاؤها سوف يكون تكرارا بقدر كبير لما تفعله وكالة (سي أي إيه) التي تخضع للبيت الأبيض مباشرة. ولذا فإنه يستبعد أن يؤدي الإصلاح الحالي الذي يجري في البنتاغون إلى تغيرات جذرية.
إليكم ما قاله بهذا الخصوص:
إن الأمريكان مدمنون على استحداث هيئات وأجهزة لا لزوم لها. فقد قاموا بعد الهجوم الإرهابي يوم 11 سبتمبر (أيلول) بإنشاء هيئة عامة للاستخبارات توحد بين الأجهزة الاستخباراتية والأمنية. وأغلب الظن أن جوهر المشكلة يكمن هنا في السعي إلى إعادة تقاسم أموال الميزانية والبحث عن سبل جديدة للتمويل.
وفي نفس الوقت أكد رومان روماتشوف أن ليست في مجال الاستخبارات معلومات زائدة. وقد تكون للهيئة التي نحن بصددها مصادر جديدة لجمع المعلومات.
في هذه الأثناء تجري تغييرات وظيفية كبيرة داخل جهاز الاستخبارات العسكرية. فقد رشح الرئيس باراك أوباما لرئاسة هذه المؤسسة أواسط الشهر الجاري الجنرال (مايكل فلين) الذي كان ينتقد بشدة في حينه نشاط الاستخبارات العسكرية. وتجدر الإشارة إلى أن الجنرال فلين خدم في الجيش إبان الحربين العراقية والأفغانية وفي الاستخبارات العسكرية والقيادة الموحدة للعمليات الخاصة قبل أن قامت عناصر هذه الأخيرة بتصفية بن لادن. وكتبت وسائل الإعلام الغربية أن تنصيب مايكل فلين رئيسا للاستخبارات العسكرية دليل على تزايد اهتمام البنتاغون بعمليات سرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق