29‏/04‏/2012

هل يتحول العراق إلى مستعمرة فارسية؟


كشف تقرير سري في بغداد خطورة ما دعا اليه «محمد رضا رحيمي» نائب الرئيس الفارسي من قيام اتحاد بين بلاد فارس «إيران» والعراق لمواجهة – ما اسماه رحيمي – تحديات تستهدف الشيعة في البلدين كليهما، وخطورة تحريض نظامي الحكم في دمشق وطهران لزعيم «حزب الدعوة» الفارسي الحاكم في العراق جواد/نوري المالكي لانشاء قوة عسكرية ضاربة شبيهة بقوات الحرس الثوري الفارسي في طهران أو قوات ماهر الاسد في دمشق، وتتكون حصرا من قيادات وضباط من نفس الطائفة، تكون مهمتها الدفاع عن الاقلية الحاكمة واجهاض أية محاولة انقلابية مفترضة عليها.
ولتأكيد ولاء تلك القوة للقيادة في العراق فقد طلبت كل من دمشق وطهران من المالكي سرعة التخلص من القيادات الكردية والسنية في القوات الامنية والعسكرية العراقية المختلفة، وعلى الرغم من ان الدستور العراقي لا يسمح بإنشاء قوة عسكرية من مكون واحد بعينه من مكونات المجتمع العراقي بهذا الشكل الواضح، وعلى الرغم من ان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي «عمار الحكيم» قد عارض بشكل تام أي توجه لبناء قوات مسلحة على اسس طائفية لأن ذلك مخالف للدستور، الا ان النظام الفارسي الفاشي الزرادشتي الحاكم في طهران قاطع الحكيم وجمد الحوار معه، وحرض مقتدى الصدر على دعم المالكي لانشاء وبناء تلك القوات الطائفية، الا ان الصدر رفض بشدة وتوعد بالتصدي لتلك الدعوة المخالفة للدستور.
لقد ادرك الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان العراق ان رفض المالكي المتكرر تنفيذ اتفاق اربيل، ورفضه تأسيس المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية، وتحقيق التوازن في القوات الامنية، وتعيين نائب للقائد العام للقوات المسلحة، وتحديد نظام داخلي لمجلس الوزراء، يمثل برهانا ساطعا على صحة وجود تنسيق بعثي نصيري سوري/فارسي «إيراني» لتحريض المالكي على تشكيل تلك القوة العسكرية الضاربة وعدم تنفيذ بنود اتفاقية اربيل الموقعة نهاية العام (2010) والتي سمحت بتشكيل حكومة الشراكة «المفترضة!» برئاسته.
واستشعارا لخطر تفرد زعيم «حزب الدعوة» الفارسي جواد/نوري المالكي بمفاصل السلطة في العراق، عارض رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ان تبيع الولايات المتحدة الامريكية طائرات (F16) الى بغداد طالما بقي المالكي في السلطة، وذلك خشية ان يستخدمها المالكي ضد الاكراد ويؤكد البارزاني ان تخوفه مبني على اساس ان لقاء جمع المالكي بعدد من قياداته الامنية تناول الخلافات بين بغداد والاقليم وطلب خلاله عدد من الضباط الاذن بطرد الاكراد خارج اربيل فأجابهم المالكي، انتظروا حتى تصل طائرات (F16).
لا مصداقية لها ولم تعد أهلاً للثقة
عجبا لأمر المنظمات التي تزعم انها تهتم بحقوق الانسان وتدعي انها تراقب تلك الحقوق مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتز ووتش وغيرهما ففي الوقت الذي ترفع فيه تلك المنظمات عقيرتها وتتباكى وتنوح عندما يسقط قتيل في مملكة البحرين كان يقذف قوات الامن بزجاجات المولوتوف أو يشعل النار في الاطارات ويستخدمها كمتاريس لمهاجمة رجال الامن واثارة الفزع بين المواطنين، بينما تخشع اصوات تلك المنظمات وتخرس ألسنتها ولا تسمع لها همسا ولا ركزا مع انها ترى وتسمع آلة القتل البعثية لنظام بشار الاسد المجرم تحصد كل يوم المئات من ارواح الشعب السوري الثائر البطل، وترى وتسمع مجازره الدموية ومذابحه الوحشية وعمليات القتل والتعذيب والاعتقال والبطش والتنكيل التي يمارسها نظام بشار الاسد المجرم ضد شعبه بشكل يومي.
لقد قتل النظام البعثي النصيري في سورية حتى الآن اكثر من (12) الفا، واسر مئات الآلاف، وهجر الملايين من العائلات، وبلغ عدد المفقودين الذين لم يستدل على اماكن تواجدهم اكثر من (620) الفا، كل هذا يحدث في سورية على مرأى ومسمع من منظمات حقوق الانسان التي لم يتمعر لها وجه ولم يند لها جبين ولم يرف لها طرف ولم تدمع لها عين، ألم يكن حريا بتلك المنظمات ان تستنكر أو تشجب أو تنبه المجتمع الدولي لمجازر نظام بشار الاسد المجرم وانتهاكاته لحقوق الانسان، وتبرز جرائم الحرب التي يقترفها ضد شعبه وضد الانسانية؟
لقد فقدت تلك المنظمات مصداقيتها بسكوتها عن مجازر نظام بشار الاسد ضد شعبه الثائر على الظلم والاستبداد، وصمتها عن جرائم الحرب التي يرتكبها ذلك النظام ضد الانسانية، ولم تعد تلك المنظمات اهلا للثقة.
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
بكل وقاحة وصلف فارسيين، يذكرنا بما كان ينتهجه الملحق الاعلامي في سفارة العراق «حامد الملا» إبان الحكم البعثي الصدامي البائد عندما كان يتدخل في اعلامنا وصحافتنا ويملي عليها ما يجب وما لا يجب ان يقال أو ينشر في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وكانت تدخلاته تلك مقدمة للغزو الصدامي واحتلاله لدولة الكويت. واليوم يعيد التاريخ نفسه عندما اصدرت السفارة الفارسية على لسان «روح الله قهرماني» بيانا وقحاً تزعم فيه ان الجزر الاماراتية الثلاث ملك لبلاد فارس «إيران»!!، وتدين تسميتها الجزر الاماراتية وتعتبر ذلك تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية!! اقل رد على صفاقة ووقاحة بلاد فارس «إيران» هو طرد السفير الفارسي، وقطع العلاقات الدبلوماسية نهائيا معها، فهل من مستجيب؟!
المصدر: "الوطن" الكويتية 08 جمادى الثانية 1433هـ - 29 أبريل 2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق