24‏/02‏/2012

التحركات العسكرية الايرانية في الخليج والبحر الابيض: الاهداف والتاثيرات

حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن"

نشر موقع "راديو فردا" الفارسي مقالا بقلم هانا کاویاني تحت عنوان "التحركات العسكرية في الخليج والبحر الابيض: الاهداف والتاثيرات" جاء فيه: ذكرت وكالات الانباء العالمية يوم الثلاثاء الماضي ان سفينتين حربيتين تابعتين للفرقة 18 لقوات البحرية الايرانية التي كانت قد زارت ميناء طرطوس، عادت وعبرت مرة اخرى قناة السويس في طريقها الى ايران، وقد أثار الخبر ضجة في اجواء تتزايد فيها الضغوط والتهديدات ضد ايران.

وقد مكثت السفينتان الموصوفتان ببارجة "خارك" ومدمرة "نقدي" يومين في ميناء طرطوس، الامر الذي اعتبر دعما من الحكومة الايرانية لحكومة بشار الاسد في سورية.

ويربط مدير قسم البحوث في مؤسسة تحليل الشؤون العسكرية للشرق الادنى والخليج العربي في دبي تيودور كاراسيك، يربط هذا الحراك الجديد لقوات البحرية الايرانية بموضوع إظهار قوتها ويقول:" حضور السفن الحربية الايرانية في طرطوس تظهر ان ايران اذا شاءت، تتمكن من الوصول الى البحر الابيض المتوسط. فالايرانيين وقعوا اتفاقا مع مصر يسمح لهم العبور من قناة السويس، ويجب الانتباه الى ان هذه هي المرة الثانية بعد وقوع الثورة الايرانية في 1979 التي تدخل فيها السفن الحربية الايرانية البحر الابيض المتوسط. فلذا ترى ايران اليوم حضورها في البحر الابيض المتوسط خطوة كبيرة الى الامام وتريد ان تظهر الى الاخرين، قوتها في الوصول الى المياه البعيدة".

لكن قبل الاعلان عن خبر حضور السفن الحربية الايرانية في البحر الابيض المتوسط في الاسبوع الماضي، اُعلن ان حاملة الطائرات الاميركية "ابراهام لينكولن" عبرت مضيق هرمز بالقرب من المياه الايرانية. وهي التي دخلت الخليج العربي عن طريق مضيق هرمز. واثر ذلك هدد بعض المسؤولين الايرانيين باغلاق المضيق، الامر الذي رفضه وزير الدفاع الايراني الجنرال احمد وحيدي غير انه ساعد على ارتفاع اسعار النفط لفترة.

وذكر شهرام تشوبين محلل الشؤون السياسية والامنية في جنيف انذاك لإذاعة "راديو فردا" الفارسية:" هناك احتمال ضئيل جدا لإغلاق مضيق هرمز. هذا عمل صعب لإيران ولايمكن ان يستمر فترة طويلة. لكن التصور الخاص بمحاولات ايران لإغلاق مضيق هرمز له تاثير على كل القطاعات المرتبطة بالنفط حيث سيكون لرد فعلها تاثير مباشر على ارتفاع اسعار النفط وهذا ما يساعد ايران وصادراتها النفطية. لذا نرى نسبة من المخادعة في هذا الامر. كما ان ايران تهدد بانها ستستهدف بعض دول الخليج بالصواريخ. هنا ايضا يجب ان نؤكد انه لم يثبت مدى القوة الصاروخية الايرانية، حيث نرى في هذه التهديدات ايضا نوع من المخادعة".

ولإي سبب كانت تلك التهديدات فان حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن" غادرت الخليج العربي لتحل مكانها حاملة الطائرات "انتربرايز" التي ستدخل مياه الخليج في شهر آذار (مارس) المقبل في اطار مهمتها البحرية.

ويقول تيودور كاراسيك من مؤسسة تحليل الشؤون العسكرية للشرق الادنى والخليج العربي في دبي: "اننا نشهد حاليا اكثر من محطة طائرات في الخليج العربي وفي المنطقة وهذا يثيرالقلق بان الغرب يريد ان يعرض قوته علنا. فعندما تغادر حاملة طائرات كي تحل مكانها حاملة اخرى، هذا يعني ان حاملتين للطائرات ستكون في المنطقة، وهذا يثير المحللين ليتصوروا انه ربما حدث ما سيقع".

وقبل خروج حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن" من الخليج العربي اعلن قائد الاسطول الخامس الاميركي في البحرين ان القوات البحرية الاميركية مستعدة الان لإي مواجهة مع ايران.

وتقول غيتا أرين، مراسلة القسم الفارسي في تلفزيون "صوت اميركا" التي كانت - وعدد اخر من المراسلين - على متن حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن عند عبورها من مضيق هرمز: "يعلم حاليا الاسطول الخامس الاميركي وبشكل كامل ودقيق عن القدرات العسكرية الايرانية على سواحل الخليج ويعلن انه لايوجد بلد يوجه اجهزته الى الخليج ماعدى ايران. ولذا فان حدوث اي تحرك صغير لايبقي اي مجال للشك بانه من طرف ايران".

وتاتي تصريحات المسؤولين في الاسطول الخامس الاميركي في الخليج العربي فيما حاول المسؤولون الاميركيون والبريطانيون خلال الايام الماضية ان يقللوا من حدة التوتر حول احتمال اي هجوم اميركي او اسرائيلي ضد ايران.

ويعتقد تيودور كاراسيك ان استعراض القوة على سطح الماء يمكن ان يفضي الى توتر اكبر: "الوضع يشبه اللعبة، اذ يحاول الطرفان الضغط الى حد يؤدي الى تسليم الطرفين. لكن الغرب – وليس الولايات المتحدة فقط – يريد ان يظهر انه مستعد عسكريا لأي مواجهة مع البرنامج النووي الايراني. وعلينا ان ناخذ على محمل الجد تحركات الطرفين ونذكر انفسنا بان هذه التحركات هي استعراض للقوة والدعاية من جهة، واستعداد للمواجهة العسكرية من جهة اخرى".

وتطرح كل هذه الامور فيما تقول الولايات المتحدة الاميركية ان عبور سفنها الحربية من مضيق هرمز هو عمل روتيني، وتعلن ايران – وفقا للتقارير – ان سبب حضور سفنها الحربية في البحر الابيض المتوسط هو لتدريب قوات البحرية السورية وفقا لإتفاقات منعقدة بين طهران ودمشق. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق