23‏/02‏/2012

إيــران قـد تلجأ إلى أعمـال إرهابية لمهاجمـة السفن بمضيق هرمز


تتناول الباحثة والمحللة السياسية كيتلين تالماج في كتابها “وقت الإغلاق.. التهديد الإيراني لمضيق هرمز” المخاوف العالمية من أقدام إيران على إغلاق المضيق، وتستعرض مجموعة من التساؤلات عن إمكانية إيران إغلاق المضيق ودوافع إيران إلى اتخاذ إجراء مناقض لمصالحها الاقتصادية ومدى إمكانية إيران العسكرية اللازمة لشن حملة عسكرية في المضيق إضافة إلى الشكل الذي ستأخذه هذه الحملة. وتحاول الباحثة في كتابها الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، تقديم تفسيرات حول ما الذي يتعين على القوات العسكرية الأمريكية فعله للدفاع عن المضيق في حال تدخل الإيرانيين والتكاليف التي قد تتكبدها الولايات المتحدة وطول الفترة المتوقعة وحصيلة الجهود. “الوطن” تعرض في سلسلة حلقات دراسة الباحثة كيتلين تالماج والتي تشمل 5 محاور، يتضمن الأول لمحة عن جغرافية المضيق والطرق والكيفية التي يمكن إيران أن تستفيد منها في شن حملة ساحلية متكاملة، باستخدام الألغام، وصواريخ كروز المضادة للسفن، والدفاعات الأرضية المضادة للطيران. وتشتمل المحاور الثلاثة التي تلي ذلك تحليلاً لكل من هذه المكونات في حملة إيرانية محتملة، ولردود أمريكية ممكنة عليها. ويتم التركيز على القدرات الحالية، علماً أن الدراسة توضح كيف أن التغيرات المستقبلية المعقولة ستسهم في تغيير التحليل. وسيناقش المحور الأخير – وهو الاستنتاجات – انعكاسات السياسات الأمريكية تجاه إيران وبنية القوة الأمريكية، بشكل أعم”. في الحلقة الرابعة من الكتاب تتحدث الباحثة عن تنفيذ عملية زرع الألغام في المضيق فضلاً عن الفترة التي تستغرقها عملية فتح المضيق إذا أغلق، وصواريخ كروز المضادة للسفن في المضيق، وقدرات إيران الصاروخية المضادة للسفن. تنفيذ العملية في المضيق تقول الباحثة “على الرغم من الاختلافات في التفصيلات، فإن حالتي عامي 1991 و2003 م، تدلان على أن إعادة فتح مضيق هرمز يمكنها أن تستغرق شهراً تقريباً، وبالإضافة إلى ذلك فإن الولايات المتحدة حظيت بثلاث ميزات في عمليتي عامي: 1991 و2003م، لا تحظى بها في السيناريو الخاص بمضيق هرمز وهو السيناريو المذكور آنفاً. أولاً، حصلت كلتا العمليتين في مناطق أصغر من المضيق. ثانياً، لعل الإيرانيين يستطيعون استخدام الألغام التأثيرية التي تعد إزالتها أصعب من إزالة الألغام التي استخدمها العراقيون. يذكر السيناريو السابق أن 129 من أصل 693 لغماً كانت ألغاماً تأثيرية من نوع MDM- 6. وإذا أخذنا في الحسبان الوقت الإضافي الذي تستغرقه إزالة هذه الألغام، فإن الولايات المتحدة يمكن أن تحتاج إلى أسابيع إضافية، لأجل عمليات التدابير المضادة للألغام؛ فإذا استغرقت مثلاً ضعف المدة التي تتطلبها إزالة الألغام التأثيرية، فإن هذه الألغام البالغ عددها 192 ستضيف 8.66 أيام إلى الوقت الذي تستغرقه إزالة 80% من الألغام، اعتماداً على التوقعات المستفادة من حالة عام 1991م، و7.9 أيام إلى الوقت الذي تستغرقه إزالة 80% من الألغام، بناء على التوقعات المستفادة من حالة عام 2003م، بإجمالي 39.7 يوماً للحالة الأولى، و36.3 يوماً للحالة الثانية. ويمكن بسهولة الوصول إلى إضافة أيام إلى الوقت الذي تستغرقه إقامة ممر خالٍ من الألغام. ثالثاً، في عامي 1991 و2003م، كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يمتلكون في مسرح المعركة الإمكانات في الوقت الذي بدأت فيه ساعة إزالة الألغام تدق. ويبقى من غير المعروف هل ستحظى الولايات المتحدة في المستقبل بإمكانات حليفة في المنطقة؟ ولعل الحلفاء قدَّموا في عامي 1991 و2003 م، نصف الإمكانات اللازمة، ومن المفترض أن تكون لهم مصلحة في فعل ذلك في المستقبل. لكن إذا تعين على الولايات المتحدة أن تمضي وحدها فسوف تستغرق العمليات وقتاً أطول بكثير”. وتضيف الباحثة “واستشرافاً للمستقبل، فإن الولايات المتحدة تخطط لتطوير تدابير مضادة للألغام ونشرها محمولة جواً ضمن وسائلها الأخرى؛ وهي تشمل: القدرة على اكتشاف الألغام وتصنيفها وإبطالها من منصات جوية منصوبة إلى جانب قوات قتالية مصاحبة وهي حاملة طائرات وسفن قتالية سطحية، بدلاً من سفن مضادة للألغام بصورة خاصة. ويفترض أن تصبح هذه القدرات جاهزة للعمل خلال الأعوام الخمسة القادمة تقريباً، ولكن حرب الألغام – تاريخياً – لم تكن تمثل أولوية للبحرية الأمريكية، ومن ثم فإن التأجيل ممكن. وتقوم الولايات المتحدة بإخراج سفنها المخصصة لمكافحة الألغام من الخدمة تدريجياً. وفي النهاية، فليس من الواضح هل الانتقال إلى السفن المخصصة لمكافحة الألغام سيؤدي إلى تحسن حقيقي في القدرات الفعلية للسفن المضادة للألغام، أو لا؟ والصحيح أن التغيير الحقيقي سيكون في مسرح العمليات عند بداية الحروب المستقبلية”. وتشير الباحثة الى ان “التوقعات المستفادة من حالتي عامي 1991 و2003، بدأت في حساب الوقت الذي ستستغرقه السفن المضادة للألغام، حينما كانت السفن كلها في المنطقة، ومن ثم فينبغي عدم إهمال التقديرات الخاصة بالفترة التي يمكن أن تستغرقها عمليات السفن المضادة للألغام في المستقبل، لاحتمال أن يتغير مفهوم العمليات فقط. أضف على ذلك أن بعض الناس قد حذر من أنه على الرغم من إمكانية أن تساعد الإمكانات الأساسية في إقامة ممرات خالية من الألغام بسرعة، فلا يمكنها مجاراة قدرات السفن الخاصة بإزالة الألغام، عند القيام بعمليات طويلة الأمد في منطقة واسعة”. وتؤكد الباحثة انه “من الطبيعي أن أفضل دفاع ضد زرع الألغام يُمثَّل بمنع زرعها، فباستطاعة الولايات المتحدة وحلفائها التقليل بدرجة كبيرة من الأضرار الناجمة عن محاولات إغلاق المضيق، إلى حد أن بإمكانهم الإمساك بالإيرانيين في أثناء مباشرتهم السيناريو المذكور سابقاً، وخاصة بالنسبة إلى أي نشاطات تقوم بها الغواصات الإيرانية. وعلاوة على ذلك، فإن عمليات التدابير المضادة للألغام، يمكنها أن تحدث بشكل أسرع، إذا كان المدافعون قد حدّثوا الخرائط الهيدروغرافية للمناطق التي تم فيها زرع الألغام. إن المخططات الدقيقة لمناسيب القاع البحري، التي توضح القاع وجميع الأجسام المدفونة فيه تعد بالغة الأهمية، وتساعد الباحثين عن الألغام بصورة عاجلة على تحديد الأجسام الجديدة التي قد تكون ألغاماً. وتدل التقارير أن فرق تدابير إزالة الألغام الأمريكية تمضي جزءاً كبيراً من وقتها بين المهمات القتالية، منشغلة بمثل هذا التخطيط”. وتخلص الباحثة إلى أن “الحسابات في السيناريو السابق افترضت أن عمليات السفن المضادة للألغام كانت تتم بصور منفصلة. والواقع أن هناك أحداثاً أخرى ستقع أيضاً، وسوف تسعى الولايات المتحدة لمنع إيران من زرع ألغام إضافية، أو الإمساك بالإيرانيين – على الأقل – بالجرم المشهود، كما حدث عام 1987. وربما تصدر الولايات المتحدة بياناً تحذيرياً يفيد صراحة أن السفن أو الغواصات الإيرانية إذا غادرت موانيها في أثناء العمليات الأمريكية لإزالة الألغام، فسيعدّ ذلك عملاً حربياً. ومن المؤكد أن إيران أغفلت هذا النوع من التحذيرات عام 1988م، عندما أطلقت الولايات المتحدة عملية السرعوف المصلي Operation Praying Mantis؛ لتدمير منصتي غاز ونفط إيرانيتين انتقاماً لعملية زرع الألغام الإيرانية. وقد واجهت سفن إيرانية عدة، ثلاث مجموعات عمل سطحية أمريكية في المضيق وحوله، وردت الولايات المتحدة بإغراق سفينتين حربيتين إيرانيتين، وتحقيق إصابات شديدة بإحدى ثلاث فرقاطات إيرانية في أقل من يوم من أيام القتال”. وتذكر الباحثة انه “من الممكن أن تحاول إيران أيضاً، مهاجمة السفن السطحية والطائرات المشاركة في عمليات إزالة الألغام، وبالفعل قد تكون هذه هي المرحلة الحقيقية في عملية زرع الألغام، فهذه السفن أكثر تعرضاً من الناقلات للنيران المطلقة من السواحل. وقد ترغب الولايات المتحدة في تحييد هذا التهديد تماماً تقريباً، قبل المضي في عمليات إزالة الألغام. ولعلها تعدّ سفنها المضادة للألغام أكثر انكشافاً وأعلى تكلفة وأندر تشغيلاً، في مواجهة تهديد هجومي حقيقي من السواحل الإيرانية. وتتضمن الفقرة الآتية ما يمكن أن تفعله غيران في هذا الخصوص، وتبيَّن كيف تستطيع الولايات المتحدة مجابهته، والوقت الذي يمكن أن يضيفه ذلك إلى المدة الكلية للقتال”. صواريخ كروز المضادة للسفن في هرمز توضح الباحثة أن “إيران تملك وسيلتين أساسيتين لمهاجمة الولايات المتحدة أو حركة مرور السفن الأخرى في مضيق هرمز. أولى الوسيلتين هي القيام بعمليات إرهابية، كالعملية التي نفذت ضد السفينة الأمريكية كول Cole، باستخدام زوارق صغيرة تعتمد على سرعتها وعدم القدرة على رؤيتها عن قرب، في مهاجمة السفن الحربية الأمريكية المهمة، وربما في مجموعات. ويعد هذا التهديد خطيراً بالنظر إلى مخزون إيران الضخم من هذا الزوارق، وسيطرتها على الجزر الواقعة قرب طرق الشحن، والعدد الكبير من المقاتلين المتحمسين في سلاح بحرية الحرس الثوري، والميل العام نحو الإبداع التكتيكي في البحر”. وتضيف “لكن السفينة كول هوجمت في الميناء، وليس في عرض البحر، ذلك أن تنسيق هجمات الزوارق الصغيرة بعيداً عن الساحل سيكون صعباً على الأرجح، وخاصة في نوع خاص من البحار. كذلك فإن القيادة والسيطرة الإيرانيتين على أعداد كبيرة من السفن المنتشرة عبر مواقع كثيرة، ستشكلان أيضاً مشكلة بعد أن تبدأ المعارك. وهناك أيضاً توازن في الطبيعة بين إمكانية رؤية الزوارق الصغيرة وقوة نيرانها. وتتمتع صواريخ كروز بقدرة كبرى على إحداث أضرار للسفن الأمريكية، ولن لا يمكن حملها إلا على سفن إيرانية أكبر حجماً “فرقاطات وزوارق هجومية سريعة”، تكون مكشوفة للرادار. ومن المرجح أن تحمل المراكب الإيرانية الأصغر حجماً – مهما تكن قادرة على الاختفاء وكبيرة العدد – صواريخ ومدافع فقط”. وتتابع الباحثة “تدرك البحرية الأمريكية الإمكانيات التي تنطوي عليها تكتيكات الزوارق الصغيرة، وتجري تمارين على هذا الأساس. ويتم تدريب طواقم الملاحين على كشف المهاجمين بالنظر، ومواجهتهم من خلال دفاعات متتالية ونيران مباشرة. وستكون الطائرات المروحية البحرية المسلحة بصواريخ هليفاير Hellfire، مفيدة بصورة خاصة في ها الجانب. وتضيف البحرية الأمريكية آلات تصوير حرارية عالية الدقة إلى مدمرات وطرادات مزودة بنظام إيجيس Aegis؛ للمساعدة على اكتشاف المراكب الصغيرة المقتربة”. وتوضح كيتلين تالماج أن “زوارق إيران الصغيرة – باختصار – لا يمكن تجاهلها، ومن المرجح أنها ستسهم في تحسين قدرات أخرى تم بحثها هنا. وهذا التهديد جدير بمزيد من البحث، ومع هذا فإنه لا يحتمل أن يكون وحده حاسماً في مضيق هرمز؛ ونتيجة لذلك تركز هذه الفقرة على الوسيلة الثانية التي تستطيع إيران بواسطتها تهديد السفن السطحية، وهي صواريخ كروز المضادة للسفن. وبعد إيضاح التشكيلات العسكرية الإيرانية ورسم سيناريو للهجمات الصاروخية، تبحث هذه الفقرة في الجوانب الهجومية والدفاعية من رد أمريكي محتمل”. قدرت إيران الصاروخية المضادة للسفن تقول الباحثة “قامت إيران بتحسين قدراتها في صواريخ كروز المضادة للسفن منذ ثمانينيات القرن العشرين، كما فعلت بقدراتها في مجال الألغام. ونجد على كل حال في الأدبيات المأخوذة من المصادر المتاحة تقديرات مختلفة لهذه القدرات، وتوجد مواطن غموض غير قليلة حول أنواع الصواريخ الموجودة في المخزونات الإيرانية، وعددها، ومواصفات أدائها، وعدد البطاريات المتوافرة لدى إيران لإطلاق هذه الصواريخ، وكيفية توزيع البطاريات والصواريخ عبر المنصات البحرية، وكذلك المنصات الأرضية والمنصات الجوية. إن التنوع وحده في المخزون الإيراني المؤلف من طُرُز غربية قديمة، أو مستوردة من الصين أو غيرها، ومن نسخ محلية أو معدلة عن الصواريخ الأجنبية، يعقِّد محاولات التقدير. كما أن كثيراً من المواد المأخوذة من مصادر متاحة يعد غير دقيق في المصطلحات التي تصف هذه الصواريخ، وهناك تناقض فيما بين هذه المصادر. وتوجد لدى إيران أيضاً، دوافع إلى الغموض والمبالغة. ويجب وضع هذه المحددات بخصوص البيانات نصب الأذهان، عند تقويم أي سيناريو ممكن؛ لشن هجمات بصواريخ كروز المضادة للسفن في المضيق”. وتتابع “ومع ذلك فإن التقديرات الأكثر تحفظاً أيضاً، تدل على احتمال امتلاك إيران على الأقل مئات عدة من صواريخ كروز المضادة للسفن وعشرات عدة من البطاريات. ومصدر أكثر هذه الصواريخ الصين، أو أنها تعتم على تصميمات صينية. وتشمل هذه الصواريخ: صاروخ ساكاد C-802 Saccade، الذي يطير ملاصقاً سط البحر من دون سرعة الصوت، ويعطيه محركه النفاث السريع مدى يبلغ 120 كيلومتراً على الأقل. ويعد هذا الصاروخ نسخة تلي صاروخ ساردين C-801 Sardine، وهو صاروخ مشابه تملكه إيران، وهو مزود بدفع صاروخي ومدى أقصر يتراوح بين 8 كيلومترات و42 كيلومترا”ً. وتضيف الباحثة “تتمتع ايران بالقدرة على إطلاق هذه الصواريخ، من سفن سطحية وطائرات وشاحنات، وتضم منصات إيران البحرية الرئيسية لإطلاق الصواريخ المضادة للسفن زوارق كامان Kaman، العشرة السريعة الفرنسية الصنع، وزوارق هودونج Houdong، العشرة السريعة الصينية الصنع. ويعتقد أن نصف زوارق كامان على الأقل يحمل صواريخ C-801، بينما تحمل زوارق هودونج صواريخ C-802. وتملك إيران أيضاً 3 فرقاطات صاروخية موجهة، من أصل بريطاني ومن طراز أوائل السبعينيات. وقد تم في السابق تعديلها لتحمل صواريخ C-801؛ ومن ثم تم رفع كفاءتها لتحمل صواريخ C-802، وفيها رادارات محسنة لتوجيه النيران. وتملك إيران – بالإضافة إلى ذلك – نسخة تطلق جواً من صاروخ C-801، وهو صاروخ C-801K، ويعتقد أنه يتم تركيبه على ست طائرات F-4E، ولعله جزء من سرب فانتوم الموجود في بندر عباس”. وتوضح كيتلين تالماج أنه “برغم ذلك فإن إيران ربما لا تكون وضعت معظم صواريخها من طراز ساكاد، على السفن أو الطائرات التي تعد منصات مكشوفة، وإنما على بطاريات محمولة على شاحنات في المناطق الداخلية. وتعد هذه البطاريات كثيرة الحركة ويصعب اكتشافها، مثل صواريخ سكود التي أطلقها العراق عام 1991. ويشير أحد التقارير مثلاً، إلى أن إيران وضعت على الأقل 60 – من بين 75 صاروخاً – على جزيرة قشم”. وتشير الى ان “إيران تملك ترسانة كبرى – ولكنها قديمة – من الصواريخ الأرضية المضادة للسفن الصينية الصنع، وهي من طراز سيلوكوورم CSS-N-2 Silkworm، وطراز سيرستراكر C-801 Seerstrucker. وهذان النوعان – مثل سلسلة C-801 – هما من نوع صواريخ كروز، التي تطير ملاصقة الماء من دون سرعة الصوت، وبإمكان النوعين أن يمثلاً خطورة حقيقية على السفن السطحية غير المحمية. ويشير أحد المصادر إلى أن إيران قد نشرت على الأقل 12 بطارية و300 صاروخ من هذا النوع، في بندر عباس وحولها، عبر المضيق مباشرة. ويقال أيضاً: إن لدى إيران صواريخ كروز مضادة للسفن أقصر مسافة لاستخدامها بواسطة الزوارق الهجومية السريعة”. وتذكر الباحثة انه قد “نُشِرت تقارير على مدى سنوات أفادت إن إيران قد امتلكت صاروخ كروز طويل المدى تطلقه السفن، من طراز سنبيرن SS-N-22 Sunburn، من أوكرانيا، من دون أن تؤكد ذلك مصادر موثوق بها. وهناك أيضاً تقارير أحدث تدل أن غيران تملك طرازاً بعيد المدى من صاروخ سيرستراكر، يعرف باسم راد Raad. ويفترض أن تكون إيران قد حصلت على مئات عدة من هذه الصواريخ التي يمكن أن يتم تركيبها على سفن أو على الساحل، ويظهر أنها تصل إلى أهداف على بعد 140 كيلومتراً أو أبعد من ذلك. وتحرياً للدقة نقول: “إن التحليل هنا، يستبعد صواريخ سنبيرن ورادن ولكن يمكن التعديل بسهولة بحيث يشملها”. وتضيف “والمهم أن مدى الصواريخ لا يشير إلا إلى المسافة التي يمكن محرك الصاروخ ووقوده أن يحملاها عبره، ولا يدلان على المسافة التي يستطيع رادار الصاروخ أن يكتشف الأهداف خلالها. وقد صممت صواريخ C-801 وC-802؛ للاعتماد على التصويب على الأهداف على خط النظر باستخدام رادار من نوع 245، وهو نسخة صينية من رادار سكوير تاي Square Tie الروسي. ويختلف التصويب على خط النظر (LOS)، عن التصويب إلى ما وراء الأفق (OTH)؛ فعند استخدام التصويب عبر خط النظر يستطيع المصوب إصابة ما يستطيع أن “يراه” فقط. وبما أن الموجات اللاسلكية تتحرك بخطوط مستقيمة تقريباً، فإنها تنحني بشكل طفيف مقارنة إلى انحناء الأرض؛ وهذا يمنعها من إيجاد أهداف إلى ما بعد الأفق. ومن هنا، فإن مدى الصاروخ الفعلي هو ما يقع ضمن الأفق. وهذه الطريقة يقابلها التصويب عبر الأفق الذي يمكن فيه برمجة الصاروخ بحيث يتحرك إلى نقطة في الفضاء، وإن وجدت بعد خط النظر المباشر من الموقع الذي يتم إطلاقه منه”. وتذكر كيتلين تالماج ان “خط نظر الهداف يعتمد على ارتفاعه وارتفاع الهدف؛ فمطلق النار في مستوى سطح البحر مثلاً، لا يستطيع رؤية هدف ارتفاعه 10 أمتار، إلا إذا كان على بعد 12 كيلومتراً أو أقرب. وتتحسن إمكانيات مطلق النار قليلاً إذا استطاع الوصول إلى أرض عليا، وعندما يكون على ارتفاع 30 متراً، فإنه يستطيع أن يرى ذلك الهدف نفسه من بعد 35 كيلومتراً. ولكن سيتعين عليه أن يكون على ارتفاع 400 متر فوق سطح الأرض لكي يكتشف الهدف البالغ ارتفاعه 10 أمتار من على بعد 95 كيلومتراً”. وتضيف “من المؤكد أن الصواريخ الإيرانية التي تستخدم التصويب بخط النظر الطبيعي أيضاً، يمكن أن تسبب أضراراً للسفن غير محمية من مسافات قريبة. وقد أشارت التقارير إلى أن إيران قامت صيف عام 2006، بمساعدة حزب الله في الهجمات الصاروخية على سفينة تجارية كمبودية وبارجة إسرائيلية، كانت أولاهما على بعد 60 كيلومتراً والثانية على بعد 16 كيلومتراً من الساحل اللبناني. وكان الصاروخان اللذان استخدامهما حزب الله نسختين من صواريخ ساكاد. وقد غرقت السفينة الكمبودية، بينما أصيبت البارجة “أحي حانيت” بأضرار بالغة وقتل أربعة من بحارتها عندما أخفقت في نشر منظومتها المضادة للصواريخ من طراز باراك”. وتتابع “مع هذا تدل خاتمة هذه الحادثة أن مدى الاشتباك القريب يساعد المدافع والمهاجم كذلك معاً. فإذا ما اعتمد المهاجم على التصويب على خط النظر، فإن المدافع يستطيع القيام بتخمينات جيدة حول مواقع الإطلاق، أو على الأقل مواقع رادارات التوجيه. وقد ورد في التقارير أن إسرائيل قامت خلال أيام من هجوم حزب الله بتدمير جميع محطات الرادار الساحلية اللبنانية، ولم تقع بعد ذلك هجمات صاروخية بحرية في أثناء الحرب. ومن المحتمل أن تحرز الولايات المتحدة نجاحاً مماثلاً في تدمير رادارات التوجيه أو بطاريات التوجيه، إذا ما أطلقت إيران صواريخ على مضيق هرمز من جزرها، أو من مناطق ساحلية منخفضة. وبإمكان إيران الإطلاق من هذه المواقع؛ وهذا يزيد احتمالات إصابة سفينة أمريكية، ولكنها قد تفقد راداراً أو بطارية عند كل محاولة”. وتشير كيتلين تالماج الى ان “إيران تستطيع تعويض القيود على التصويب عبر خط النظر، إذا استخدمت أجهزة استشعار ورصد، مركَّبة على منصات أخرى؛ لتحديد مواقع الأهداف ونقل تلك المعلومات إلى طواقم الصواريخ. ومن المفترض أن الغواصات والطائرات الإيرانية، وأياً من زوارقها السطحية، تستطيع أداء هذه المهمات، إذا كانت في وضع يسمح لها باستطلاع المواقع ا لأمريكية في المضيق. وكذلك يستطيع الصيادون الإيرانيون الذين يحملون هواتف أقمار صناعية ذلك، ويتعين على هؤلاء المستطلعين للمواقع أن يعرفوا موقعهم بدقة، وكذلك اتجاه الهدف ومجاله وسرعته؛ ومن ثم نقل هذه المعلومات إلى مطلق الصاروخ. والأهم، أن الصاروخ الذي يتم إطلاقه ينبغي أن يكون قادراً على قبول خيار للسيطرة على النيران من مصدر آخر، غير الرادار الموجود في موقع الصاروخ نفسه، وهذه المهمات ليست سهلة، ومن غير المعروف: هل تم تعديل صواريخ إيران؛ لاستخدام هذا النوع من المعلومات، أو لا؟”. وتضيف “يدعي أحد المصادر أن الصواريخ C-802، يمكنها أن توجه نحو الأهداف باستخدام رادار يغطي ما وراء الأفق. وإذا كان هذا الزعم صحيحاً، فسوف يوسع هذا المناطق الداخلية التي تستطيع إيران استهداف حركة مرور السفن منها في المضيق. وفي تلك الحال، ستبقى صواريخ كروز الإيرانية أيضاً تواجه مشكلة “العوائق التضاريسية” للمسافات البعيدة؛ مثل المناطق المرتفعة التي تعترض مسار طيران الصواريخ المنخفضة. وتتفادى البحرية الأمريكية هذه المشكلة بصواريخ توم هوك، من خلال استخدام معلومات جغرافية موضعية واسعة النطاق، والقدرة على برمجة مسارات الطيران. وليس ثمة ما يدل أن إيران تملك هذه البيانات أو هذه القدرة على البرمجة؛ الأمر الذي يعني احتمال صعوبة التصويب لمسافات “أبعد” باستخدام هذه الصواريخ”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق