30‏/11‏/2011

تركيا تعلن استعدادها "لأي سيناريو" بشأن سورية

جاري تحميل الصورة

قالت تركيا يوم الثلاثاء انها لا تريد تدخلا عسكريا في سوريا لكنها مستعدة لاي سيناريو للتعامل مع الحملة العنيفة التي يشنها الرئيس بشار الاسد على الانتفاضة الشعبية بما في ذلك اقامة مناطق عازلة لاحتواء اي تدفق جماعي للاجئين.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان العقوبات التركية على سوريا جاهزة وستعلن بعدما يلتقي مع الرئيس عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.

وأصبحت تركيا الحليف السابق لسوريا من أشد المنتقدين للاسد ولحملة القمع التي يشنها على المحتجين الذين يطالبون بالاطاحة به. وفي رسالته الاكثر مباشرة للزعيم السوري المعزول دعا اردوغان الاسد الاسبوع الماضي للتنحي.

وقال داود أوغلو في مقابلة مع تلفزيون (كانال 24) "اذا استمر القمع فان تركيا مستعدة لاي سيناريو. أتمنى ألا يكون التدخل العسكري ضروريا أبدا. على النظام السوري أن يجد وسيلة للتصالح مع شعبه."

ومضى يقول "اذا بدأ عشرات ..مئات الالاف من الناس يتقدمون نحو حدود العراق ولبنان وتركيا فليس على تركيا وحدها بل على المجتمع الدولي ان يتخذ بعض الخطوات مثل اقامة منطقة عازلة. نحن لا نريد ان يحدث ذلك لكن ينبغي لنا ان ندرس ونعمل على هذا السيناريو."

غير ان وزير الخارجية التركي هون من شأن تعليقاته في مؤتمر صحفي في وقت لاحق يوم الثلاثاء قائلا ان المنطقة العازلة ليست على "جدول اعمال اليوم".

وأقام الجيش التركي منطقة أمنية عازلة في شمال العراق خلال حرب الخليج الاولى عام 1991 وأبقى على وحدات صغيرة هناك منذ ذلك الحين.

وتمتد الحدود التركية السورية لمسافة تقارب 900 كيلومتر منها أكثر من 500 كيلومتر ملغمة على الجانب التركي حتى عمق يصل الى 300 متر ويعود ذلك الى عهد كادت ان تنشب خلاله حرب بين سوريا وتركيا بسبب سياسة سوريا المتعلقة بايواء مقاتلين أكراد.

وفرضت الجامعة العربية يوم الاحد عقوبات على دمشق بسبب هذا القمع الذي سقط فيه أكثر من 3500 قتيل خلال ثمانية أشهر طبقا لاحصاءات الامم المتحدة.

وطرح الاتحاد الاوروبي عقوبات خاصة به في اليوم التالي.

وتقول أنقرة انها ستسير على خطى الجامعة العربية في فرض عقوبات على سوريا وقال داود اوغلو ان بعض هذه العقوبات جاهزة الان وستعلن قريبا.

وقال في مؤتمر صحفي في انقرة "عملنا امس واليوم على العقوبات وبحثنا عملنا مع الوزراء المعنيين. عملنا مكتمل والعقوبات جاهزة وسنعلنها بعدما نلتقي مع رئيس الوزراء والرئيس."

ولم يوضح وزير الخارجية جدولا زمنيا لكنه كرر موقف انقرة القديم بشأن تطبيق هذه الاجراءات بشكل انتقائي بحيث لا تضر بالشعب السوري.

وتابع داود اوغلو "العقوبات لن تؤثر على الحياة اليومية للشعب السوري" مضيفا ان تركيا لن تقطع امدادات المياه عن جارتها الجنوبية.

وكان وزير الطاقة تانر يلدز قد طرح في وقت سابق الشهر الجاري فكرة قطع امدادات الكهرباء عن دمشق لكنه قال يوم الثلاثاء انه لن تفرض قيود على هذه الامدادات لانها احتياج أساسي.

وقال وزير النقل التركي بينالي يلدريم ان تركيا ستباشر علاقاتها التجارية مع منطقة الشرق الاوسط عبر العراق في حالة تدهور العنف في سوريا مكررا تصريحات لوزير الاقتصاد في وقت سابق الشهر الحالي بأن تركيا تبحث عن طرق جديدة لتفادي سوريا.

وقال يلدريم "نعتزم استخدام بوابات حدودية جديدة في العراق لعبور الشحنات اذا تدهورت الاوضاع في سوريا."

ومضى يقول "سيجري دعم النقل عبر العراق والاردن الى السعودية واليمن ودول الخليج أكثر والعمل في هذا المسار سيزيد كثافة."

وتركيا اكبر شريك تجاري لسوريا وبلغ حجم تجارتهما الثنائية 2.5 مليار دولار العام الماضي. غير ان وزير الاقتصاد قال ان الصادرات التركية لسوريا انخفضت بنسبة عشرة بالمئة في اكتوبر تشرين الاول والاسبوعين الاولين من نوفمبر تشرين الثاني بسبب زيادة انعدام الامن.

وذكر يلدريم أن الرحلات الجوية المدنية لن توقف وستستمر خدمات الخطوط الجوية التركية الى دمشق لكن تركيا ستواصل فرض حظر للاسلحة على سوريا.

وقالت صحيفة صباح التركية دون ذكر مصادر انه سيجري تعليق حسابات الحكومة السورية في البنك المركزي التركي وستوقف المبيعات الرسمية للدولة السورية وسيفرض حظر للسفر على الاسد وأفراد عائلته.

وأضافت الصحيفة ان الاجراءات التي اتخذتها الجامعة العربية جرى بحثها في اجتماع للوزراء الاتراك يوم الاحد وستفرض بعد موافقة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.

رويترز

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق