31‏/10‏/2011

واشنطن والخليجي يبحثان إنشاء ناتو مصغر مركزه الكويت

واشنطن والخليجي يبحثان إنشاء ناتو مصغر مركزه الكويت


مع اقتراب الانسحاب الأميركي من العراق نهاية العام الحالي، تخطط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج، ويتردد على نطاق واسع وجود مباحثات متقدمة بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن إنشاء حلف عسكري مصغر تكون الكويت مركزه وهدفه الردّ على أي انهيار للأمن في العراق أو أي مواجهة عسكرية مع إيران.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في عددها الصادر أمس، إن خطط أميركا لتعزيز وجودها في الخليج بعد الانسحاب من العراق، خاضعة للنقاش منذ أشهر، واكتسبت طابعاً ملحاً جديداً بعد إعلان الرئيس أوباما الشهر الماضي أن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق سينتهي نهاية العام الحالي.
وذكرت الصحيفة أن المفاوضات تجري بشأن الحفاظ على وجود قوات أميركية قتالية في الكويت، وأن الولايات المتحدة تبحث في إرسال مزيد من السفن الحربية الأميركية عبر المياه الدولية في المنطقة، مشيرة إلى أنه بالنظر إلى التهديد الإيراني، فإن الإدارة الأميركية تسعى أيضاً إلى توسيع العلاقات العسكرية مع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وأشارت الصحيفة إلى أن حجم القوة القتالية الأميركية الجديدة التي ستتمركز في الكويت لا يزال يخضع للمفاوضات. ونقلت عن مصادر مطلعة أن الإجابة عن ذلك ستتم في الأيام القليلة المقبلة.
ولفتت “نيويورك تايمز” في تقريرها إلى أن واشنطن لديها علاقات عسكرية ثنائية وثيقة مع دول المجلس الخليجي، وأن الإدارة الأميركية والجيش يحاولان بناء “بنية أمنية” جديدة في منطقة الخليج من شأنها أن تدمج الدوريات الجوية والبحرية والدفاع الصاروخي.
وذكرت الصحيفة أن إنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات في العراق كان تعهداً أساسياً ضمن حملة أوباما الانتخابية الرئاسية، لكن الضباط العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين، فضلاً عن مسؤولين من عدة بلدان في المنطقة، يشعرون بالقلق حيال الانسحاب الذي قد يترك حالة عدم استقرار أو ما هو أسوأ.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن ضباط في القيادة العسكرية المركزية الأميركية أن مرحلة ما بعد الانسحاب من العراق تتطلب السعي نحو طرق أكثر فعالية لنشر قوات، والتعاون إلى أقصى حد مع الشركاء في المنطقة.
وأفادت بأن الإدارة الأميركية اقترحت بناء حلف أمني متعدد الأطراف مع دول مجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماع مشترك لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع المجلس على هامش جلسة للأمم المتحدة الشهر الفائت. وقال مسؤول أميركي كبير: “لن يكون ناتو جديداً غداً، لكن الفكرة هي التحرك نحو جهد مندمج أكثر”.
وعلَّق وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة على هذا الموضوع في مقابلة مع “نيويورك تايمز” خلال زيارته الأسبوع الفائت لواشنطن، مشيراً إلى أن دول الخليج “قلقة من أن الانسحاب الأميركي من العراق سيترك فراغاً”. وأضاف الوزير أن “اقتراح الإدارة الأميركية تعزيز علاقتها الأمنية مع دول الخليج لن يشكل بديلاً عما يحدث في العراق، لكنه ضروري في ظل الانسحاب لإظهار دفاع موحّد في منطقة خطيرة”.
في سياق آخر، علمت “الجريدة” من مصدر أمني مطلع أن وزارة الداخلية الكويتية ممثلة في قطاع العمليات والنجدة شرعت في تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بتأمين الأرتال العسكرية الخاصة بالقوات الأميركية المنسحبة من العراق عبر معبر الخباري الحدودي والخاص بقوات التحالف. وذكر المصدر أن عملية تأمين انسحاب القوات الأميركية بدأت منذ أيام عدة، حيث أبلغت قيادة قوات الجيش الأميركي السلطات الكويتية بأن المرحلة الأولى من عملية الانسحاب بدأت، وهي تتمثل في نقل الأسلحة الثقيلة والذخيرة الحية والمعدات اللوجستية، لافتاً إلى أن هذه المعدات اللوجستية يتم نقلها إلى الرصيف الحربي في ميناء الشعيبة المستخدم من قبل قوات التحالف حيث يتم ترحيلها إلى خارج البلاد بمعرفة القوات الأميركية إلى عدد من القواعد العسكرية.
وأضاف المصدر أن عملية انسحاب القوات القتالية ستبدأ مطلع الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن هذه القوات تتوجه إلى معسكر عريفجان في جنوب البلاد للراحة، ومن ثم تغادر متوجهة إلى الولايات المتحدة عبر طائرات النقل والسفن الحربية الأميركية، فيما يتم تخزين المعدات القتالية الثقيلة في قاعدتي عريفجان جنوب البلاد وقاعدة بويرنغ في شمال البلاد. وذكرت المصادر أن وزارة الداخلية بصدد حجز قوة قطاع العمليات خلال الأيام المقبلة لتأمين عملية الانسحاب الكبرى من العراق.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم السفارة الأميركية في العراق ديفيد رانز أمس بدء عملية سحب القوات الأميركية من العراق، مشيرا إلى أن أنه سيتم نقل 50 ألف جندي أميركي من العراق إلى الكويت، ومن ثم إلى الولايات المتحدة.
وفي مقابلة خاصة مع مراسل وكالة أنباء “فارس” الإيرانية في بغداد، قال رانز إن عملية سحب 50 ألف جندي أميركي من الأراضي العراقية “قد بدأت، وستغادر قواتنا الأراضي العراقية إلى الكويت، ومن ثم سيتم نقلها إلى الولايات المتحدة”. وأضاف أن عملية سحب القوات الأميركية ونقلها من العراق إلى الكويت ثم الولايات المتحدة “قد تستغرق شهرين”.
وفي سياق ذي صلة، تلقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بمناسبة تسلمه مهام منصبه الجديد، حيث أشادت خلال الاتصال بعمق العلاقات التاريخية المميزة التي تجمع البلدين، وأكدت أهمية السعي لتعزيزها والعمل على تطويرها.
كما جددت كلينتون خلال الاتصال موقف الولايات المتحدة المبدئي في ما يتعلق بأمن واستقرار وسيادة دولة الكويت.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق